كيف يساعد متخصصي الرعاية الصحية وعيادات الإقلاع عن التدخين

يظل التدخين أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى العديد من الأمراض الخطيرة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة وداء الانسداد الرئوي المزمن وضرر الجهاز التنفسي. يسبب استهلاك التبغ ضعف وظائف الرئة ويؤدي إلى مسببات الوفاة الشائعة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وخاصة تدخين السجائر. كما يؤدي التدخين أيضًا إلى تقرحات في المعدة ويزيد من حالات سن اليأس المبكر بسبب تأثيره المضاد للإستروجين. مع زيادة عدد حالات الوفاة الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالتدخين يزيد كذلك دور أخصائي الرعاية الصحية في تقديم التوجيه والمساعدة للمرضى المدخنين.

ما هو إدمان النيكوتين؟

من الضروري أن نفهم كيف يحدث إدمان النيكوتين وكيف يصل البعض إلى مرحلة الاعتماد عليه، فهو من أكثر المواد الضارة التي يتم تعاطيها شيوعًا. يؤدي تدخين السجائر إلى وصول النيكوتين إلى الدماغ مما يؤدي إلى تأثير محبب ويوصف بأنه نشوة خفيفة وزيادة الشعور باليقظة. يتم حدوث هذا التأثير من خلال نفس المسار الذي تحدث من خلاله الأنشطة الممتعة الأخرى مثل تناول الطعام على سبيل المثال، مما يؤدي إلى إطلاق الدوبامين.

كما تؤدي هذه العملية أيضًا إلى تطور التحمل والحاجة إلى استهلاك جرعات متكررة من النيكوتين بشكل دوري لتحقيق مستويات أداء طبيعية. كنتيجة يصبح التدخين هو الطريقة الوحيدة للتخفيف من أعراض الانسحاب واستعادة الشعور باليقظة والنشوة الخفيفة.

ويرتبط هذا النوع من الاعتمادية على التدخين بطقوس التدخين ذاتها في بعض الحالات وليس فقط مادة النيكوتين وحدها. هناك كذلك العديد من العوامل الخارجية التي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على قرار الشخص بالتدخين؛ وتشمل هذه الظروف البيئية مثل نمط الحياة أو الإجهاد، والضغط ممن حوله، والاضطرابات النفسية والحالة الاجتماعية والاقتصادية. قد يؤدي الامتناع عن التدخين أو استخدام النيكوتين حتى لساعات قليلة إلى نفاد الصبر سريعًا والشعور بالغضب وصعوبة التركيز والانزعاج بسهولة.

كيف يمكن لأخصائي الرعاية الصحية وعيادات الإقلاع عن التدخين المساعدة

يشير الإقلاع عن التدخين إلى الاستمرار في الامتناع عن تدخين السجائر أو منتجات التبغ الأخرى لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة. يساعد الإقلاع عن التدخين في أي عمر على خفض مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين أو تأخير تقدّمها إذا كانت موجودة بالفعل. كما أن الإقلاع عن التدخين فعّال من حيث التكلفة أيضًا عند مقارنته بأي تكلفة محتملة لإنقاذ حياة شخص مصاب بالأمراض المرتبطة بالتدخين.

أثبت جمع العلاج الدوائي والعلاج السلوكي معًا فعاليتهم على مساعدة المدخنين على الوصول إلى نتائج أفضل. إحدى طرق العلاج الدوائي التي تساعد في الإقلاع عن التدخين هي العلاج ببدائل النيكوتين والتي تضاعف معدلات الإقلاع مقارنة بالدواء الوهمي (Placebo) وفقًا إلى التقارير. حيث يساعد العلاج ببدائل النيكوتين على إرضاء الرغبة عند المدخنين من خلال استبدال السجائر بوسيلة توصيل نيكوتين أكثر أمانًا.

وتشير أيضًا العديد من الأدلة إلى كفاءة تدخل أخصائي الرعاية الصحية فيما يتعلق بالإقلاع عن التدخين رغم أن معظم المدخنين لا يطلبون المساعدة المهنية عندما يقررون الإقلاع عن التدخين. كما وجدت دراسة كبيرة أن معدلات الإقلاع المؤكدة لمدة 12 شهرًا تكون 20٪ عند المدخن إذا قام بطلب استشارة خدمات متخصصة.بينما أثبتت الدراسة أن معدل الإقلاع عن التدخين بدون مساعدة لمدة 12 شهرًا على الأقل يكون من 3 إلى 4٪ عادةً، مما يعني أن طلب دعم من الخدمات المتخصصة والسعي للحصول على مساعدة أخصائي رعاية صحية عند محاولة الإقلاع عن التدخين تجعل فرص النجاح أربعة أضعاف من محاولة الإقلاع عن التدخين بدون مساعدة.

يمكن لجميع أخصائي الرعاية الصحية المشاركة في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين حتى من خلال تدخلات استشارية قصيرة وسريعة، بغض النظر عن سبب زيارة المريض الرئيسي. يمكن أن يساعد الدعم بشكل فعّال بسبب التأثير الإيجابي والفريد لأخصائي الرعاية الصحية على مرضاهم الذي يمكن أن يحفزهم بنجاح على الإقلاع عن التدخين. كما أن وسائل الإقلاع عن التدخين مثل العلاج ببدائل النيكوتين تزيد من احتمالية نجاح تجارب الإقلاع عن التدخين بالإضافة إلى النصيحة والمشورة. وبينما استخدام وسائل الإقلاع عن التدخين مثل العلاج ببدائل النيكوتين يمكن أن يضاعف من فرص النجاح فإن تقديم استشارة سريعة للمريض تؤدي إلى معدلات إقلاع أعلى. ونستنتج من هذه الدراسات التي ذكرناها أن أخصائي الرعاية الصحية والعلاج ببدائل النيكوتين يلعبون دورًا مهمًا في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.