التّدخين السّلبيّ (مقدّمة): هل هو خطر؟
إنّ التّدخين السّلبيّ، المعروف باسم التّدخين غير المباشر، هو مزيج من الدّخان النّاتج عن طرف السّيجارة المحترقة والدّخان الّذي ينفّثه المدخّنون145. يُعرف الاستنشاق غير المتعمّد لدخان السّجائر من تلك المشتعلة والزّفير السّائد من المدخّنين باسم الدّخان غير المباشر أو الدّخان السّلبيّ.146
قد يتأثّر البالغون والأطفال الّذين يعيشون في منازل مدخّنين والموظّفون الّذين يعملون في محيط يحتوي على دخان سجائر "مستعملة" سلبًا بالمواد الكيميائيّة الخطرة لدخان التّبغ كالمدخّنين أنفسهم.147
آثار التّدخين السّلبيّ:
ممّا لا شكّ فيه أنّ التّدخين السّلبيّ ضارّ. لذا أجريت العديد من الدّراسات لاكتشاف آثاره
تمّ تعريف التّدخين السّلبيّ على أنّه عامل خطر يؤدّي إلى الإصابة بسرطان الرّئة لدى غير المدخّنين، وقد صنّفته الوكالة الدّوليّة للأبحاث السّرطانيّة على أنّه مادّة مسرطنة من الفئة الأولى148. من الواضح أنّ الدّخان السّلبيّ يحتوي على حوالي 7000 مركّب، مئات منها ضارّة وربّما 70 منها يمكن أن تسبّب الإصابة بأمراض السّرطان149 كسرطان الرّئة على سبيل المثال لا الحصر.
عام 2004، وصفت اللّجنة العلميّة البريطانيّة للتّبغ والصّحّة150 بالإضافة إلى تقرير الجرّاح العامّ في الولايات المتّحدة عام 2006 151 التّدخين السّلبيّ بأنّه مسبّب مباشر لأمراض القلب والأوعيّة الدّمويّة.
منذ العام 1918، نظر الباحثون في العلاقة الّتي تربط التّدخين بمرض السّل152. بعد تعديل مجموعة من العوامل المربكّة المحتملة في دراسات أجريت في مدينة هونغ كونغ، ثبت أنّ التّدخين النّشط ارتبط بمرض السّلّ في السّنوات الأخيرة153.
ارتبطت عدوى السّلّ154 والوفيّات155 النّاتجة عنها بالتّدخين النّشط. ومن ثمّ، ولأنّ التّدخين النّشط قد ارتبط بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض، فمن الممكن أن تكون العلاقة بين التّدخين السّلبيّ والسّلّ قد نشأت بسبب زيادة التّعرّض لهذا المرض في المنزل نفسه156.
تشير نتائج دراسة أجريت عام 2010 إلى أنّ التّدخين السّلبيّ قد يؤخّر إلتئام الجرح بسبب عدم قدرة الخلايا اللّيفيّة على التّوجّه إلى المنطقة المصابة، ممّا يؤدّي إلى تراكم هذه الخلايا على حافة الجرح، الأمر الّذي يمنع تكوين أنسجة الالتئام. قد تؤدّي زيادة بقاء الخلايا الحيّة إلى جانب انخفاض توجّهها إلى المنطقة المصابة إلى تراكم النّسيج الضّام، ممّا يسبّب التّليّف والتّندّب المفرط157.
سلبت أثار التّدخين السّلبيّ في صحّة الأطفال اهتمام الباحثين منذ منتصف الثّمانينيّات. إذ تمّ حساب جرعة النّيكوتين الإجماليّة الّتي يستنشقها الأطفال الّذين يدخّن آباؤهم ما يتراوح بين 60 و 150 سيجارة سنويًّا. كما تمّ ربط التّدخين السّلبيّ بضرر الجنين قبل الولادة وضعف مؤشّرات النّموّ وأمراض الجهاز التّنفّسيّ والتّأتب والرّبو وأمراض القلب التّاجيّة ومتلازمة موت الرّضّع المفاجئ158.
متى يبدأ ظهور ضرر التّدخين السّلبيّ؟
يسبّب التّدخين السّلبيّ ضررًا في أقلّ من خمس دقائق.
بعد خمس دقائق، تصبح الشّرايين أقلّ مرونة، على غرار ما يحدث عندما يتناول الفرد سيجارة.
يبدأ الدّمّ في التّجلّط بعد 20-30 دقيقة، كما يبدأ ترسّب الدّهون في الأوعية الدّمويّة بزيادة مخاطر الإصابة بالنّوبات القلبيّة والسّكتات الدّماغيّة.
بعد ساعتيْن، قد يشعر الفرد بضربات قلب غير طبيعيّة (غير منتظمة)، ممّا قد يؤدّي إلى مشاكل قلبيّة خطيرة159.
تمّ إجراء العديد من الدّراسات الأخرى وما زالت تظهر الآثار الضّارة للتّدخين السّلبيّ.
في الختام، ما من درجة آمنة للتّعرّض للتّدخين السّلبيّ. فالتّعرّض القصير قد يشكّل أيضًا خطرًا على صحّة الفرد. لقد أثبتت التّدابير الشّاملة لمكافحة التّدخين فعاليّتها في حماية صحّة غير المدخّنين، وهي الطّريقة الوحيدة لحماية صحّتهم بشكل كاف160.
References:
145 U.S. Department of Health and Human Services. The Health Consequences of Smoking—50 Years of Progress: A Report of the Surgeon General. Atlanta: U.S. Department of Health and Human Services, Centers for Disease Control and Prevention, National Center for Chronic Disease Prevention and Health Promotion, Office on Smoking and Health, 2014.
147 https://bmcmolcellbiol.biomedcentral.com/articles/10.1186/1471-2121-5-13
148 IARC. Tobacco Smoke and Involuntary Smoking. Monograph on the Evaluation of Carcinogenic Risk to Humans. Lyon, France: IARC; 2004.
149 U.S. Department of Health and Human Services. The Health Consequences of Smoking—50 Years of Progress: A Report of the Surgeon General. Atlanta: U.S. Department of Health and Human Services, Centers for Disease Control and Prevention, National Center for Chronic Disease Prevention and Health Promotion, Office on Smoking and Health, 2014.
150 UK Department of Health. Second-Hand Smoke: Review of Evidence Since 1998. London: UK Department of Health; 2004.
151 US Department of Health and Human Services. The Health Consequences of Involuntary Exposure to Tobacco Smoke: A Report of the Surgeon General?Executive Summary. Atlanta: US Department of Health and Human Services, Centres for Disease Control and Prevention Coordinating Centre for Health Promotion National Centre for Chronic Disease Prevention and Health Promotion and Office on Smoking and Health; 2006.
152 Webb GB The effect of the inhalation of cigarette smoke on the lungs: a clinical study. Am Rev Tuberc 1918;225- 27.
153 https://www.proquest.com/docview/199592949?pq-origsite=gscholar&fromopenview=true
154 https://thorax.bmj.com/content/thoraxjnl/60/7/555.full.pdf
155 http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.381.8538&rep=rep1&type=pdf
156 https://jamanetwork.com/journals/jamainternalmedicine/fullarticle/774277
157 https://bmcmolcellbiol.biomedcentral.com/articles/10.1186/1471-2121-5-13
159 [https://my.clevelandclinic.org/health/articles/10644-secondhand-smoke-dangers#:~:text=When does secondhand smoke damage,who is smoking a cigarette](https://my.clevelandclinic.org/health/articles/10644-secondhand-smoke-dangers#:~:text=When does secondhand smoke damage,who is smoking a cigarette)
160 U.S. Department of Health and Human Services. A Report of the Surgeon General: How Tobacco Smoke Causes Disease: What It Means to You. Atlanta: U.S. Department of Health and Human Services, Centers for Disease Control and Prevention, National Center for Chronic Disease Prevention and Health Promotion, Office on Smoking and Health, 2010
10 نصائح تساعد على الإقلاع عن التدخين
نحن نتفهم أن الإقلاع عن التدخين قد يكون أحد أكبر التحديات التي ستواجهها. نقدم لك هذه النصائح لتساعدك على البقاء متحمس وعلى المسار الصحيح.
اعثر على المنتجات المناسبة لك
قم بإجابة بعض الأسئلة القصيرة لمعرفة المنتج المناسب لك.