كيف يضرّ التّدخين الصّوت؟

يميل الكثيرون إلى ربط الصّوت الأجشّ بعدد السّجائر الّتي يتناولونها أو بالمدّة الّتي قضوها وهم يدخّنون. في حين أنّ هذا قد يعتمد على عناصر الملاحظة، فإنّ الدّراسات البحثيّة لديها الكثير لتقوله عندما يتعلّق الأمر بتأثير التّدخين في الصّوت.

هل يضرّ التّدخين الصّوت؟

الإجابة المختصرة عن هذا السّؤال هي "نعم".

إنّ الصّوت الخشن النّاجم عن التّدخين شائع إلى حدّ كبير وسط المدخّنين. إذ يحتوي دخان السّجائر على مئات المركّبات، بما في ذلك تلك الموجودة في السّجائر. وقد تتهيّج الأحبال الصّوتيّة بسبب هذه السّموم. عندما يستنشق الفرد الدّخان، فإنّه يمرّ عبر الحبال الصّوتيّة إلى الرّئتيْن. إذ تعتبر الحبال الصّوتيّة هذه نقاط الدّخول إلى الرّئتيْن.109

تتمّ الإجابة طويلًا عن كيفيّة تأثير التّدخين في الصّوت في الأقسام الّتي يجب متابعتها بناءً على دراسات بحثيّة

كيف يضرّ التّدخين الصّوت؟

تؤثّر مجموعة متنوّعة من العناصر في فسيولوجيا الإنتاج السّليم للصّوت، بما في ذلك:

• قوّة الصّوت

• جودة الصّوت

• سيولة الصّوت

من ناحية أخرى، قد تؤدّي التّغييرات في البنية التّشريحيّة للحنجرة إلى مشاكل وظيفيّة، ونتيجة لذلك، قد تؤثّر سلبًا في إنتاج الصّوت، ممّا يؤدّي إلى اضطرابات فيه. إليكم ما يفعله التّدخين:

1. تمّ تحديد التّدخين على أنّه عامل خطر كبير على صحّة الصّوت. قد يؤدّي التّدخين، على سبيل المثال، إلى مرض حادّ في الحنجرة.

2. إنّ المدخّنين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحنجرة مقارنة بغيرهم.

3. إنّ المدخّنين هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأنواع من السّرطان كسرطان الفم وسرطان البلعوم وسرطان الحنجرة.

قد يضرّ التّدخين الصّوت بطرائق أخرى وفقًا للدّراسات البحثيّة:

- قد يؤدّي التّدخين المفرط إلى تهيّج الغشاء المخاطيّ للحبال الصّوتيّة وتجفيفه.

قد تلتهب الحبال الصّوتيّة نتيجة لذلك ويمكن أن تسبّب السّعال والبلغم وتهيّج الحبال الصّوتيّة. يزيد التّدخين أيضًا من وزن الأحبال الصّوتيّة، ويقلّل التّردّد الأساسيّ. كلّ ذلك وأكثر يمكن أن يؤدّي إلى تغيير في الصّوت.110

- تختلف معايير الصّوت بين المدخّنين وغيرهم بشكل كبير.

عند المقارنة بين المدخّنين الشّباب وغيرهم، تأثّرت بعض معايير الصّوت بشكل كبير، على الأرجح نتيجة للتّغيّرات النّسيجيّة الّتي يسبّبها النّيكوتين. إنّ التّدخين لفترة قصيرة من الزّمن - أقلّ من عقد - له تأثير ملحوظ في خصائص الصّوت المختلفة. ثمّ تمّ تأكيد نتائج مماثلة ومؤكّدة، أي "النّتائج الّتي توصّلنا إليها تظهر بوضوح تأثير التّدخين على الصّوت: أبلغ المدخّنون عن المزيد من الشّكاوى الصّوتيّة."111

- يؤثّر التّدخين في جودة الصّوت.

في دراسة أخذت عيّنات من المشاركات فقط لدراسة عادات التّدخين وجودة الصّوت، أفاد الباحثون بوجود اختلافات كبيرة في الخصائص الصّوتيّة بين المدخّنين وغير المدخّنين. إذ كشفت نتائج هذه الدّراسة عن تغييرات ملحوظة في السّمات الصّوتيّة وسط الشّباب الّذين بدؤوا بالتّدخين منذ سنّ مبكرة112. في دراسة أخرى شارك فيها الذّكور، كشف الباحثون، عند مقارنتها بالذّكور غير المدخّنين، أنّ المدخّنين لديهم تردّد أساسيّ أقلّ في التّحدّث وصوت أكثر صريرًا، ويبدو أنّ طبقة الصّوت يمكن عكسها بالنّسبة إلى المدخنين الّذين يقلعون عن التّدخين113.

في الختام، إنّ "صوت المدخّن" ليس بالصّوت الأسطوريّ علمًا أنّ التّدخين يضرّ بالصّوت. ويسير الإقلاع عن التّدخين جنبًا إلى جنب مع استعادة الصّوت. يمكن مشاهدة التّغييرات في غضون أسابيع قليلة من العلاج114. ومع ذلك، قد يستغرق حلّ مشكلة الحبال الصّوتيّة والحنجرة ما يصل إلى بضعة أشهر. خذوا بعين الاعتبار علاج بدائل النّيكوتين وبعض النّصائح لتسريع عمليّة الإقلاع عن التّدخين وتسهيلها.

 References: 

• ¹⁰⁹ https://health.clevelandclinic.org/is-smokers-voice-real

• ¹¹⁰ Byeon, H., & Cha, S. (2020). Evaluating the effects of smoking on voice and subjective voice problems using a meta-analysis approach. Scientific Reports, 10(1), 1-8.

• ¹¹¹ Ayoub, M. R., Larrouy-Maestri, P., & Morsomme, D. (2019). The effect of smoking on the fundamental frequency of the speaking voice. Journal of Voice, 33(5), 802-e11.

• ¹¹² Tafiadis, D., Toki, E. I., Miller, K. J., & Ziavra, N. (2017). Effects of early smoking habits on young adult female voices in Greece. Journal of Voice, 31(6), 728-732.

• ¹¹³ Verdonck-de Leeuw, I. M., & Mahieu, H. F. (2004). Vocal aging and the impact on daily life: a longitudinal study. Journal of Voice, 18(2), 193-202.

• ¹¹⁴ https://www.purdue.edu/newsroom/releases/2020/Q4/tis-the-season-to-resolve-to-quit-smoking-and-save-your-voice.html